لقد رأينا جميعًا صورًا للسلاحف وهي تأكل الأكياس البلاستيكية، ومن السهل أن نرى لماذا قد يخلط الحيوان بين النفايات البلاستيكية وقنديل البحر اللذيذ، ولكن الآن اكتشف العلماء أدلة جديدة تُظهر أن البلاستيك العائم قد يصدر رائحة مماثلة لرائحة طعامها العادي.
وفي النتائج التي نشرت في مجلة Current Biology، قال باحثون أمريكيون إن هذا "المصيدة الشمية" يمكن أن يفسر لماذا ينتهي الأمر بالعديد من السلاحف إلى تناول البلاستيك، أو التشابك في الشباك المهملة. وقد عمل العلماء مع 15 سلحفاة صغيرة الرأس تمت تربيتها في الأسر، حيث أدخلوا روائح في الهواء حول خزان المياه ثم سجلوا ردود فعل السلاحف بالكاميرات. وأظهر هذا أن الحيوانات تستجيب للروائح المنبعثة من البلاستيك المكيف بنفس الطريقة التي تستجيب بها للطعام، مثل الجمبري أو الأسماك.
وأوضح الدكتور جوزيف فالر، من جامعة فلوريدا في غينزفيل: "إن المواد البلاستيكية التي قضت وقتًا في المحيط تصبح مستعمرة من قبل الميكروبات والطحالب والنباتات والحيوانات الصغيرة، وبالتالي تنتج روائح تنجذب إليها السلاحف. يعد هذا تكيفًا تطوريًا للعثور على الطعام، لكنه أصبح الآن مشكلة بالنسبة للسلاحف لأنها تنجذب إلى الروائح المنبعثة من البلاستيك، جنبًا إلى جنب مع الأسماك وحتى الطيور البحرية.
وتابع الدكتور فالر: "تتغذى الحيوانات المفترسة البحرية مثل السلاحف البحرية والحيتان والطيور البحرية على مساحة واسعة للعثور على الطعام، ومن المنطقي أنها ستستخدم المواد الكيميائية الموجودة في الهواء أو الماء للقيام بذلك. إنه ليس مجرد شيء مرئي، بل إنهم ينجذبون من مسافات طويلة على الأرجح إلى بقع القمامة هذه في المحيط المفتوح.
ورغم أن الخطر الذي تشكله مواد مثل القش والأكياس البلاستيكية على السلاحف البحرية معروف جيداً ــ فقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لقشة بلاستيكية عالقة في أنف سلحفاة في عام 2015 ــ فإن الدكتور فالر يقول إن جميع أنواع البلاستيك تشكل تهديداً. وأوضح: "أي شيء هناك يمكن أن تنمو عليه البكتيريا والحيوانات التي تريد السلاحف أن تأكلها، وبالتالي فإن رائحته بالنسبة لها تشبه شيئاً يجب أن تذهب لتفقده وربما تستهلكه، وهو ما قد يؤدي إلى وفاتها".